تقويم التحصيل الدراسي: مفاهيمه ، أنواعه، أساليبه

وقد تعددت الفرضيات
والنظريات حول التقويم ولكن يمكن أن نجملها في ثلاثة محاور أساسية تحدد استخدامات
التقويم، ويمكن توضيحها بالهرمين التاليين:
ولذلك عندما نفكّر في تغيير مفهوم المدرسة ووظيفتها وكذلك موقع
المتعلّم في العملية التعليمية، فإنه ينبغي علينا أيضًا التفكير في التقويم ودوره
في العملية التعليمية والانتقال به من كون المتعلّم سلبيًا خاضعًا للتقويم من طرف
واحد وهو المعلّم إلى كونه نشطًا مشاركًا في تقويم ليكون التقويم متعدد الاتجاهات
(معلم لطالب ، وطالب لنفسه، وطالب لطالب).
وقد عرّفت الأدبيات التقويم بأنه عملية منهجية منظمة تستخدم أساليب
وأدوات متنوّعة ومتعددة لغرض جمع البيانات ومعلومات عن المتعلّم بما يساعد في إصدار
أحكام تتعلق بالطلاب أو البرامج أو المناهج التي تتم في المدرسة وذلك للمساعدة في
توجيه برامج وأنشطة العمل التربوي واتخاذ الإجراءات المناسبة للتطوير والتحسين.
وقد صنّفت الأدبيات التقويم إلى أربعة أنواع حسب
وقت وغرض استخدامه، وهي:
1.
التقويم
القبلي.
2.
التقويم
البنائي أو التكويني.
3.
التقويم
التشخيصي.
4.
التقويم
الختامي أو النهائي.
أولاً : التقويم القبلي:
يهدف التقويم القبلي إلى تحديد مستوى
المتعلم في مجال محدد لتصنيفه أو توزيعه أو تقديم البرنامج المناسب لقدراته في ذلك
المجال، فإذا أردنا مثلاً أن نحدد المعارف والمهارات التي يحتاجها المتعلّم في صف
دراسي محدد وفي مادة دراسية محددة، فإنه لابد أن نقوم بعملية تقويم قبلي باستخدام أساليب
و أدوات متعددة منها على سبيل المثال: اختبارات القدرات أو الاستعدادات،معلومات
دراسية سابقة عن الطالب وغيرها، ويستخدم التقويم القبلي عادة قبل تقديم الخبرات
والمعلومات الدراسية للطالب حتى يتم في ضوء ذلك مراجعة الأهداف التدريسية التي
حددها المعلّم للوحدة أو الباب الدراسي. وهذا النوع من التقويم يسمح للمعلم بالتعرف
على الخبرات السابقة للطلاب ومن ثم سهولة التعامل معهم وتحديد الافتراضات السليمة
لمستوياتهم بحيث يستطيع المعلم تقديم ما يحفز الطلاب على التعلّم ويتحدّى عقولهم
مما يستثير تفكيرهم ويثير فيهم الدافعية للتعلّم.
التقويم القبلي يسمح للمعلم أن يتأكد من امتلاك الطالب للمهارات
الأساسية والمطلوبة للدروس القادمة وبذلك يستطيع أن يخطط لدروسه وأنشطته المختلفة
بحيث يأخذ في الاعتبار ما يمتلكه الطالب من معارف ومهارات، وقد يلجأ المعلّم إلى
إعادة تدريس بعض المعارف والمهارات التي يحتاجها الطالب في الدروس القادمة لأن
المهم هو تعلّم الطالب وليس الانتهاء من المقرر الدراسي كما يسود في أوساط
المعلمين والمعلمات. ومن المعلوم أن الطالب داخل الصف الدراسي يكون معرّض لإحدى
الحالات التالية:
1: ما يقدمه البرنامج إذا كان أقل من مما يمتلكه الطالب فينتج عنه إحباط وقلة دافعية.
2: ما يقدمه البرنامج إذا كان مساوٍ لـ مما يمتلكه الطالب فينتج عنه ملل وزيادة إزعاج.
3: ما يقدمه البرنامج إذا كان أكثر من مما يمتلكه الطالب فينتج تعلّم وزيادة دافعية.
ثانياً : التقويم البنائي:
يهدف التقويم البنائي إلى تقديم تغذية
راجعة للمتعلّم والمعلّم وولي الأمر وإدارة المدرسة حول مستوى الأداء في مادة
دراسية محددة وفي موضوع دراسي معين. ويقوم بها المعلّم أو الطالب أو ولي الأمر
(إذا كان لديهم قدرة على التقويم الذاتي) أثناء عملية التعلم بغرض التعرّف على
جوانب النقص ومحاولة معالجتها. فالطالب مثلاً عندما يتعرّض لخبرات دراسية معينة
ويعتقد المعلم أن الطالب اكتسب تلك المهارات أو تعلّم تلك المعارف التي قام
بتقديمها له، لابد من التأكد من ذلك باستخدام أدوات تقويم مناسبة ومن ثم يتم
الاستمرار أو إعادة التدريس وفق نتائج هذا التقويم البنائي. فالهدف الأساسي لهذا
التقويم البنائي في المدرسة هو تحقيق الإتقان لدى الطالب. ومن الأساليب والأدوات التي
يمكن أن يستخدمها المعلم ما يلي:
1.
المناقشة
الصفية: توجيه أسئلة قصيرة أثناء الدرس لمجموعة من الطلاب بحيث يتأكد المعلّم من اكتسابهم
للمعارف والمهارات المطلوبة، وقد يؤخذ عليها عدم شمولها لجميع الطلاب ولكن بمهارة
المعلّم التدريسية وإدارته لعملية التعلّم يستطيع توزيع أسئلة النقاش لجميع طلاب
الفصل.
2.
ملاحظة
أداء الطالب: ويتم ذلك غالبًا أثناء بعض تنفيذ بعض الأعمال داخل غرفة الصف أو ساحة
المدرسة، مثل المشروعات، الأنشطة العملية، وغيرها.
3.
الواجبات
المنزلية ومتابعتها: وهذه الواجبات المنزلية ينبغي أن تكون موجّهة ومقصودة بحيث
تؤدي الغرض منها وليس لمجرد التكليف بواجبات منزلية كعمل روتيني مطلوب (قد لا
يحتاج الطالب إلى واجب منزلي في أغلب الدروس)، وأيضًا قد تكون الواجبات المنزلية
عبارة عن مشروعات غير مكلفة للطالب أو أسئلة غير موجودة في الكتاب المدرسي، فأسئلة
الكتاب المدرسي عادة ما تكون مقتصرة على مهارات معرفية بسيطة (كالحفظ والفهم).
استخدام التقويم البنائي في عملية
التدريس والتعلم بهدف التحسين تلك حيث أنه يتم أثناء التدريس والتعلّم وليس قبل أو
بعد مما يعطي للمعلم والطالب فرصة المراجعة للوصول إلى مستوى الإتقان. يبدأ
التخطيط للتقويم البنائي منذ بداية التخطيط للتدريس حيث يتم تحديد أهداف الدرس
والمعارف والمهارات التي ينبغي للطالب أن يتقنها وبذلك تكون هي المستهدفة في
التدريس وفي التقويم أيضًا، ولكن ذلك لا يمنع من وجود جوانب إثرائية في
الدرس.
ومن أبرز الوظائف التي يحققها التقويم البنائي:
1.
توجيه
تعلم التلاميذ في الاتجاه المرغوب فيه .
2.
تحديد
جوانب القوة والضعف لدى التلاميذ، لعلاج جوانب الضعف وتلافيها، وتعزيز جوانب
القوة.
3.
تعريف
المتعلم بنتائج تعلمه ، وإعطاؤه فكرة واضحة عن أدائه.
4.
إثارة
دافعية المتعلم للتعلم والاستمرار فيه.
5.
مـراجعة
المتعلم في الـمواد التي درسهـا بهدف ترسيخ المعلومات المستفادة منها.
6.
تجاوز
حدود المعرفة إلى الفهم ، لتسهيل انتقال أثر التعلم.
7.
تحليل
موضوعات المدرسة ، وتوضيح العلاقات القائمة بينها.
8.
وضع
برنامج للتعليم العلاجي، وتحديد منطلقات حصص التقوية.
9.
حفز
المعلم على التخطيط للتدريس، وتحديد أهداف الدرس بصيغ سلوكية، أو على شكل نتاجات
تعلمية يراد تحقيقها.
ثالثاً: التقويم التشخيصي:
يهدف التقويم التشخيصي إلى التعرّف
على نواحي القوة والضعف في تحصيل الطالب، فهو يساعدنا في تحديد أسباب صعوبات
التعلم التي قد يواجهها الطالب حتى يمكن التغلّب عليها. والفرق بين التقويم
البنائي والتشخيصي، أن الاختبارات التشخيصية تصمم عادة لقياس مهارات ومعارف غير
عميقة بل تستهدف المهارات الأساسية والرئيسة بينما الاختبارات البنائية تستهدف
معارف ومهارات وحدة تدريسية محددة.
رابعاً: التقويم الختامي أو النهائي:
يهدف التقويم الختامي (النهائي) إلى
قياس ما تعلّمه الطالب أو يستطيع عمله في نهاية مقرر دراسي أو فصل دراسي أو سنة
دراسية وأحياناً وحدة دراسية معينة. وهذا النوع من
التقويم مهم جدًا في مدارسنا ولكن قبل استخدامه ينبغي أن ننظر في الأساليب التي
استخدمناها خلال الفصل أو السنة الدراسية، ومن الأمثل على ذلك اختبارات الفترات
ونهاية الفصل أو العام الدراسي. ويستخدم هذا النوع عادة بغرض إصدار حكم للترفيع أو
البقاء في صف أو مقرر دراسي، ويتطلب إجراءات قد تكون مختلفة عما يستخدم في
الأساليب التقويمية الأخرى.
أساليب التقويم:
تنوّعت أساليب التقويم
وتطوّرت بهدف الوصول إلى قياس أكثر دقة لتحصيل الطالب، ومرّ بمراحل متدرّجة، حيث
انتقل من الاختبارات الشفهية إلى التحريرية، ثم من الاختبارات التحريرية التقليدية
إلى الاختبارات البديلة وتشمل اختبارات الأداء وغيرها.
ومن أهم هذه الأساليب، ما
يلي:
1) الاختبارات الشفهية، وقد تكون بشكل مستمر أثناء الدرس أو
في وقت محدد حسب الغرض منها وطبيعة المقرر الدراسي.
2)
الاختبارات التحريرية (تشتمل على :أسئلة مقالية و موضوعية).
3)
اختبارات الأداء (Performance Assessment).
4)
بطاقات الملاحظة.
5)
ملف الإنجازات (Portfolio).
6)
المشروعات.
7)
التقويم الذاتي.
8)
تقويم الأقران.
التقويم المستمر/
يُعدّ التقويم المستمر
ممارسةً مهمًة من ممارسات التقويم، لما لها من الأثر في تحسين التعلّم لدى الطلاب.
فالتقويم المستمر يُقصد به استمرارية العمل التقويمي لتحصيل الطالب أو الطالبة
باستخدام أحد أساليب تقويم التحصيل الدراسي. وممارسة التقويم المستمر تستهدف
الوصول بالطالب أو الطالبة إلى مستوى الإتقان المحدد والذي يناسب قدراته/قدراتها.
ويمكن من خلال المحاضرة والنقاش الإجابة على الأسئلة التالي:
1) لماذا التقويم المستمر؟
2) كيف نمارس التقويم المستمر؟
3) كيف نتعامل مع نتائج التقويم المستمر؟
4) ما الممارسة الفعلية حاليا في المرحلة الابتدائية تحت مسمى التقويم
المستمر؟
وغيرها من الأسئلة التي لدى المعلمات.
ونود التنبيه على أن التقويم المستمر له دورة كاملة يشترك
فيها الطالب والمعلّم بصفة اساسية والمرشد وولي الأمر بصفة ثانوية.
تعلّم (يشارك فيه الطالب بإيجابية) ــــــــــــــ تقويم (بأي أسلوب من أساليب التقويم) ــــــــ
تقديم تغذية راجعة للطالب والمعلّم (تقويم بنائي وليس ختامي) ـــــــــــــ إعادة
التدريس أو التعزيز للتعلّم بأي أسلوب يراه المعلّم مناسبا ـــــــــــــ إعادة
تقويم.
وما يجعل التقويم المستمر يبدو صعبا في التطبيق هو
التركيز على الجزئيات في التقويم بينما يستهدف التقويم في هذه المرحلة التركيز على
المهارات والمعارف الأساسية بالدرجة الأولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق