محكات صعوبات التعلم


محكات صعوبات التعلم:
هناك العديد من المحكات التي يستخدمها التربويون لتشخيص صعوبات التعلم ومن أهم هذه المحكات ما يلي:


1. محك التباعد او التباين  Discrepancy Criterion:
يشير محك التباعد إلى وجود فرق دال بين قدرات الطفل العقلية (ذكائه) ومستوى تحصيله الفعلي في مجال واحد أو أكثر من مجالات الاستماع أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو الحساب، حيث إن ذكاء التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يقع ضمن المتوسط أو فوق المتوسط، إلا أن تحصيلهم الأكاديمي منخفض مقارنة بما يجب أن يكون عليه نسبة إلى ذكائهم. (عبد الناصر أنيس، 2003: 61)

2. محك التفاوت بين القدرات الذاتية:
      يستدل مبدئياً على معظم صعوبات التعلم باضطرابات في القراءة أو الكتابة أو الحساب أي في جانب واحد أو أكثر من جوانب التحصيل المختلفة، وقد يستدل عليها أيضاً من الاضطرابات في الانتباه أو الإدراك، حيث إن هذه الاضطرابات تدعو إلى التشكك بوجود صعوبة تعليمية. ولكن من الجدير بالذكر وجود فروق داخل الفرد نفسه بمعنى أن تحصيل التلميذ ذي الصعوبة لا يكون منخفض في جميع المجالات الأكاديمية فقد يعاني التلميذ مثلاً صعوبة في القراءة في الوقت الذي يكون فيه تحصيله مرتفع في الحساب، ويعزى هذا التفاوت إلى أن القدرات الخاصة لا تتطور جميعها بنفس النسق، فنجد بعضها نامياً نمواً سوياً وبسرعة طبيعية بينما يتخلف غيرها، وينعكس هذا التفاوت في القدرات على مستويات تحصيل المواد المختلفة. (راضي الوقفي، 2003: 42)

3.   محك الاستبعاد Criterion Exclusion:
ويعني استبعاد الحالات التي ترجع صعوبات التعلم فيها إلى التخلف العقلي أو إلى الإعاقات بصرية أو سمعية أو حركية أو إعاقة عقلية أو اضطراب انفعالي أو حرمان ثقافي أو بيئي أو اقتصادي أو نقص فرص التعليم، هو مأخوذ من بعض التعاريف المقدمة لصعوبات التعلم.
ويعتمد هذا المحك على استبعاد الحالات التي ترجع إلى:
-   إعاقة عقلية                                                       Mental retardation
-   إعاقة حسية                                                     Sensory Handicaps
- حالات الاضطراب النفسي الشديد                  Serious Emotional Disturbances             
-   حالات الحرمان البيئي الثقافي الاقتصادي Economic and Culture Deprivation      
 أي يُستبعد من حقل صعوبات التعلم كل طفل لديه إلى أي من العوامل السابقة إلا إذا كان يعاني من إعاقة مضاعفة أي إعاقة ما بالإضافة إلى صعوبات تعلم. وبالتالي فإن الاستبعاد لا يعني أكثر من أن هؤلاء الأطفال المصابين بإعاقات أخرى غير صعوبات التعلم يحتاجون إلى برامج تعليمية وعلاجية تتناسب مع إعاقاتهم الأساسية. (دلال يحيى عبد المطلب، 2004: 35) 
                                              
4. محك الصعوبات الأكاديمية:
تعتبر صعوبات التعلم الأكاديمية من أكثر المحكات المميزة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم لدى العاملين في المجال التربوي، وتتجلى هذه الصعوبات في صورة ضعف في المهارات الأساسية للاستماع والقراءة والكتابة والكلام وإجراء العمليات الحسابية والتفكير الرياضي. (Nichcy, 2004:1)    

5. محك مشكلات الذاكرة:
أشار كل من سوانسون وسيز (2003) Swanson & Saez إلى الذاكرة بأنها القدرة على ترميز ومعالجة واسترجاع المعلومات التي يقابلها الفرد. وقد يعاني بعض الأطفال من خلل في مهارات الذاكرة ومن هؤلاء الأطفال ذوي صعوبات التعلم، الذين يعانون من مشاكل في أداء المهام الأكاديمية والمعرفية والتي ترتبط بالذاكرة، حيث يلاحظ عادة على الأطفال ذوي صعوبات التعلم مشكلات في التذكر السمعي والبصري، حيث لا تحتفظ الذاكرة لديهم بالمعلومات فترة كافية لمعالجتها وترميزها ، وبالتالي ينسى هؤلاء الأطفال تهجئة الكلمات والحقائق العامة والرياضية والتعليمات الشفوية.
(Swanson & Saez,2003: 182)

6. محك التربية الخاصة:
يبين هذا المحك أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لا تصلح لهم طرق التدريس المتبعة مع التلاميذ العاديين فضلاً عن عدم صلاحية الطرق المتبعة مع المعاقين وإنما يتعين توفير نوع محدد من التربية الخاصة من حيث (التشخيص والتصنيف والتعليم) يختلف عن الفئات السابقة. (فيصل محمد خير الزراد، 1991: 133)
                                                                 
7. محك ضعف الوعي المعرفي (ما وراء المعرفة):
يفتقر الكثير من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم إلى معرفة الكيفية التي تعمل بها عقولهم، حيث إنهم لا يعرفون غالباً الاستراتيجيات المعرفية وما وراء المعرفية الملائمة لتسهيل انجاز المهام التعليمية، كما أنهم غير قادرين على تنظيم ومراقبة تناولهم لتلك الاستراتيجيات ومن ثم تقيمها وتعميمها، وبالإضافة إلى ذلك فان لديهم مشاكل في الدافعية وفي مهارات التنظيم الذاتي. Chan, L., 1991: 6) )

8. محك اضطرابات اللغة الشفوية: 
        أشارت الأبحاث  التي قام بها العديد من الباحثين ومنهم فيجانس (1983) Feagans وويرن (1983) Wern  وسكول(1981)  Scholl إلى وجود خلل واضح في قدرات الاتصال اللغوية لدى العديد من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، وتتضح هذه المشكلات في القدرة على الاستماع والطلاقة اللفظية واللغة وتطوير المفردات اللغوية. وقد أظهرت الدراسة التي قام كل من جيبس وكوبير (1989Gibbs & Cooper على عينة من تلاميذ المدرسة الابتدائية المصنفين على أنهم ذوي صعوبات تعلم اضطرابات تتراوح بين خفيفة ومتوسطة في اللغة الشفوية لدى 90.5% من التلاميذ المشاركين كما أظهرت اضطرابات في الطلاقة اللفظية لدى 1.2%من التلاميذ المشاركين في الدراسة كذوي صعوبات تعلم، وقد ظهرت العيوب اللفظية لدى 23.5% من التلاميذ.  (Gibbs & Cooper, 1989: 60)
                                                             
9. محك اضطرابات الانتباه وفرط الحركة:
إن اضطرابات الانتباه وفرط الحركة وصعوبات التعلم عبارة عن اضطرابان منفصلان، ولا يسبب أحدهما الآخر لكنهما غالباً ما يظهران معاً لدى نفس الشخص وقد بين كلٌ من باركلي وفليتشر وشايتز Barkley and Fletcher and Shaywtiz أن نسبة 30% إلى 50% من الأطفال ذوي صعوبات التعلم يظهرون اضطرابات في الانتباه وفرطاً في الحركة.Shapiro & Rich, 1999: 79)  ). وقد بين سيلفر(1990) Silver أن اضطرابات الانتباه تظهر لدى الأطفال من خلال عدم قدرتهم على تركيز الانتباه على المهمة التعليمية التي يعالجونها، حيث أن فترة الانتباه لديهم لا تتجاوز بضع دقائق كما أن انتباههم يتشتت بسرعة وذلك لأنهم يستجيبون بسرعة كبيرة لأي منبه خارجي، مما يعوق استمرار انتباههم للمهمة حتى ولو كانوا واعين لأهمية تركيز انتباههم فيها. وتترافق هذه المشاكل في الانتباه بالتسرع وفرط الحركة حيث يتصف التلميذ بحركات كثيرة غير هادفة وقدرة متدنية على تحمل الإحباط ومشكلات في التنظيم الذاتي. (395-396 1990: Silver,)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق